اندية كبيرة شهدها الموسم الماضي ما بين بطل الدوري الإنجليزي الممتاز مانشستر سيتي ووصيفه أرسنال، حيث استطاع الجانرز أن يتنشقوا هواء المنافسة مرة أخرى، فكانوا قاب قوسين من الحصول على لقب غاب عنهم عشرون عامًا، لكن ترسانة السيتي كانت لها الكلمة الأخيرة.

أرسنال الذي عاد مرة أخرى مع مدربه الشاب "ميكيل أرتيتا" إلى واجهة الفرق الكبرى في إنجلترا، ما زال يطمح لأن يقوم بالحصول على المزيد من الصفقات التي تجعله مستعدًا لأن يستكمل ما بدأه المدرب الإسباني، والتتويج بلقب كبير يكون تتويجًا لعملهم طوال سنوات.

أمام السيتي الذي يخوض الذي تقوى شوكته في كل موسم، فإن الثلاثية التي حققها في الموسم المنقضي، ستجعله الآن على أهبة الاستعداد من أجل حصد المزيد من البطولات المحلية والقارية، فمدربه العبقري "بيب جوارديولا" يريد أن ينقل سيطرته المحلية لخارج إنجلترا.

أرسنال والعودة من بعيد

كتب أرسنال تاريخًا كبيرًا في المنافسات المحلية، سواء مع مدربه الكبير "هربرت تشابمان"، أو في العصر الحديث مع الفرنسي "أرسين فينجر"، ولكن هذا التاريخ لم يشفع له في أن يقف على قدميه عندما كانت تشكيلته لا تحتوي على العدد الكافي من الأسماء التي يمكنها أن تحمل هم فريق عريق مثله.

استطاع أرسنال أن يجمع أغلب ألقابه عبر مشواره الطويل من المنافسات المحلية، حيث توج بلقب الدوري الإنجليزي في 13 مرة، وفاز بكأس الاتحاد الإنجليزي 14 مرة، وبكأس الرابطة الإنجليزية مرتان فقط، والدرع الخيرية في 16 مرة.

والآن ها هو في الموسم الماضي سيطر على صدارة ترتيب جدول الدوري الإنجليزي لأسابيع طويلة، لكنه ملاحقة مانشستر سيتي، والضغط الذي واجهه أرسنال بعد فترة طويلة من نسيانه لكيفية المنافسة، جعله يتنازل عن الصدارة لصالح السيتي في نهاية البطولة، حتى سلمه درع الدوري الإنجليزي على طبق من ذهب.

مانشستر سيتي ودحض المنافسة

استطاع السيتي من خلال ملاكه وإدارته الرياضية ومدربه الحالي جوارديولا، أن يضربوا المنافسة في الدوري الإنجليزي في مقتل.

حيث كان مشجعو الفرق المختلفة في البطولة الأهم على مستوى الدوريات في العالم بالوقت الحالي، يتغنون بأن هناك أكثر من منافس في البطولة، وأن مستوى المنافسة والندية فيها لا يشبه دوريات أخرى مثل الألماني والفرنسي والإيطالي.

لكن القوة التي أصبحت تكمن في صفوف مانشستر سيتي، والفجوة التي تزداد اتساعًا ما بينه وبين بقية الفرق الأخرى عام بعد آخر، جعلت الدوري الإنجليزي الآن داخل أرض الملعب، شبيهًا ببقية الدوريات التي يسيطر عليها قطب واحد فقط لعدة أعوام.

السيتي استطاع أن يحصد لقب الدوري التاسع في تاريخه، وهو الخامس لبيب جوارديولا والثالث له على التوالي، وما حققه جوارديولا مع السيتي في بقية المنافسات الأخرى يؤكد ذلك، حيث جمع مدرب برشلونة وبايرن ميونخ السابق خلال فترته في إنجلترا منذ قدومه في عام 2016، 14 بطولة مختلفة.

الاستعداد للموسم الجديد

بدأ الفرق المختلفة التي من المنتظر لها المنافسة بقوة على لقب الدوري الإنجليزي في موسم 2023-2024، بتدعيم صفوفها في عدد من المراكز المختلفة.

وكذلك أرسنال الذي أتم أولى تعاقداته هذا الصيف بإحضار لاعب تشيلسي "كاي هافرتيز" ليكون مساعدًا للاعبي أرسنال في وسط الملعب والهجوم، كذلك السيتي أغلق أولى صفقاته في وسط الملعب أيضًا، حيث حصل على لاعب تشيلسي كذلك "مايتو كوفاسيتش"، ليكون خلفًا لقائدهم السابق "إيلكاي جوندوجان" الذي بدوره ذهب إلى برشلونة.

ويسعى أرسنال من خلال هذه الصفقة والصفقات الأخرى المتوقع إحضارها، أن يتجنب الفخ الذي وقع فيه في الموسم الماضي، عندما لم يكن لديه ما يكفي من الأسلحة الهامة على دكة البدلاء، والتي يحتاج إليها بشكل ضروري على مدار الموسم، في حال تعرض أحد لاعبيه الأساسيين للإصابة أو الغياب أو الإيقاف لأي من هذه الأسباب.

ويعرف أرتيتا هذا الأمر جيدًا حينما كان يعمل مساعدًا لجوارديولا، فما يجعل السيتي على رأس الفرق المشرحة في كل موسم من أجل تحقيق الألقاب، هو عمق القائمة والتشكيلة التي تحت يد مدربه، والتي يستطيع أن يستخدمها طوال الموسم بدون أية مشاكل تذكر.

فلا ننسى وأن من ضمن الأسباب الرئيسية التي جعلت أرسنال يتخلى عن الصدارة قبل نهاية الموسم، هو إصابة أحد أهم لاعبيه المدافع "ويليام ساليبا" والذي لم يتمكن أرتيتا من تعويضه بسبب غيابه الطويل عن الفريق، كما أن مستوى لاعبيه الأساسيين الذين يعتمد عليهم بشكل دائم ولا يوجد داعم لهم مثل "مارتن أوديجارد" و"جرانيت تشاكا" قد تأثر مستواهم بسبب المشاركات المتتالية في مختلف البطولات، وبالتالي فإن عدم حصولهم على الراحة اللازمة، أثر عليهم وبالتبعية على مستوى الفريق.

بينما على الجانب الآخر تحتوي قائمة السيتي على عدد كافي من البدلاء في كل المراكز تقريبًا، وعلاوةً على ذلك، فإن إدارة السيتي الرياضية تعرف كيف تختار اللاعبين الذين يمكنهم أن يكونوا بدلاء أكفاء في الفريق، حتى إذا ما شاركوا صنعوا الفارق في أي وقت وفي أي مباراة.

كذلك خبرة جوارديولا الذي يمكنه أن يعوض غياب أحد لاعبيه بفكرة تكيتيكة جديدة، أو بتغيير الرسم الخططي لفريقه، فكل هذه أمور تجعل السيتي يسبق أرسنال وبقية المنافسة بخطوات في سباقهم نحو البطولات.

تاريخ المواجهات ما بين الفريقين

عدد كبير للغاية من المباريات تواجه فيه أرسنال ومانشستر سيتي، وجميعها كانت في البطولات الإنجليزية المختلفة، حيث لم يسبق وأن تقابل الفريقان في أي منافسة أوروبية من قبل.

والغلبة في عدد تلك المواجهات كانت لأرسنال، خاصةً وأنه أحد الفرق الكبيرة في إنجلترا منذ عقود طويلة، فقد بنى أرسنال أمجاده منذ ثلاثينيات القرن الماضي.

بينما مانشستر سيتي قد بدأ صحوته قبل أقل من 15 عامًا، والآن مع سطوة السيتيزنز الحالية، فمن المتوقع أن يستمر تقلص عدد الانتصارات في المواجهات المباشرة بينهما، فإن استمرار الحال على ما هو عليه الآن من اكتساح للسيتي في المواجهات ما بينهما، فسوف تتعادل الكفة بعد سنوات قليلة.

وبالنظر إلى أرشيف المباريات ما بين الفريقين في موقع "ترانسفير ماركت" المختص بالإحصائيات والأرقام المختلفة، سوف نجد نتائج المواجهة ما بينهما جاءت كالتالي:

عدد المباريات في كل البطولات - 136 مباراة.

عدد مرات فوز أرسنال - 64 مباراة.

عدد مرات فوز مانشستر سيتي - 38 مباراة.

عدد مرات التعادل - 34 مباراة.

عدد الأهداف لصالح أرسنال - 208 هدف.

عدد الأهداف لصالح السيتي - 157 هدف.

أما لو نظرنا في المواجهات الفردية ما بين لاعبي أرسنال ومانشستر سيتي، سوف نجد سيطرة للاعبو السيتي على المراكز الأولى في قائمة هدافي المواجهات المباشرة ما بين الفريقين.

حيث يتصدر النجم الأرجنتيني "سيرجيو أجويرو" قائمة هدافي قمة السيتي وأرسنال، وذلك بتسجيله لـ11 هدفًا، ثم يأتي بعده النجم البلجيكي "كيفين دي بروينه" حيث هز شباك أرسنال في 8 مرات.

ويليه في المركز الثالث لاعب السيتي السابق وتشيلسي الحالي "رحيم ستيرلينج" بتسجيله لـ8 أهداف، ثم بعد ذلك جاء الأسطورة السويدية "فريدي ليونجبيرج" حيث سجل 5 أهداف، ويتساوى معه التوجولي "إيمانويل أديبايور" والذي سبق له أن مثل الفريقين بتسجيله 5 أهدف أيضًا.